بداية لا بد أن أقول أن لا يوجد أي خطأ في فكرة اللقاء مع الملك، كنت سعيدا عندما علمت بخبر اللقاء، لكن حقيقة ما تسرب من تفاصيل اللقاء أثار في نفسي مشاعر مختلفة من القلق تارة والسخرية تارة والقليل القليل من التفاؤل.
اللقاء كان يغلب على حضوره من جانب الحراك اللون اليساري، لكن حقيقة تفاجأت بحضور شخصية من شاكلة ناهض حتر. ناهض حتر ليس من ناشطي الحراك في المملكة بقدر ما هو جزء من نسيج القيادات السياسية المهترئة وصاحب طرح مصيب في نواح لكن مخيف وعنصري في نواح كثيرة أخرى.
من المعروف عن جلالة الملك نفوره الشديد من تيارات ما يعرف بالـ"إسلام السياسي"، وحالة الشد شبه الدائم يتخللها بعض الجذب مع التيار الأكبر داخل المملكة "الإخوان المسلمون" يبدو أنها وصلت طريقا مسدودا. كانت هناك الكثير من الدعوات المطالبة بخروج تيار ثالث يكسر ثنائية الدولة والإخوان وعلى ما يبدو وفي أعقاب توابع هبة تشرين يبدو أن نظام الدولة الأردنية أخذ على عاتقه بلورة نواة لهذا التيار بما يخدم مصالحه. يبدو أن المطلوب حاليا هو إيصال أي وجه من وجوه الحراك إلى البرلمان القادم حتى يقال وبالفم العريض أن البرلمان مكون لكل أطياف المجتمع الأردني.
لا أعتقد أن جلالة الملك جلس مع أي مسؤول أردني أو أجنبي نفس المدة التي قضاها في هذا اللقاء مع ناشطي الحراك. ما تسرب من أنباء عن اللقاء يفيد بمستوى جديد من المصارحة وهذا جميل جدا، لكن الغالب من الملك كان الاستماع. الملك يبدو أنه نجح في دغدغة عواطف ناهض بعدة مواضيع أهمها سوريا، من البدهيات أن موقف الأردن المحايد من سوريا والرافض لاشتراكه بأي عمل عسكري لا يأتي من اعتبارات قومية بالمطلق بل كونها حصسبة مصالح وقدرات لا أكثر ولا أقل. لنتذكر كلنا أن أي لقاء لا يجب أن يأخذ طابع جلسة علاج وفضفضة بقدر ما يجب أن يكون رسما لخطوات واضحة على طريق بيّن. لكن لا بد لي من القول أن كلام الملك مستغربا وجود شباب معتقل على خلفية سياسية وإصداره أوامره "حكيت للشباب يطلعوهم" علما أن محكمة أمن الدولة تماطل بإخراج ناشطي الحراك يحعلني حقيقة أتساءل.. من يحكم البلد حقّاَ؟
النفس الساذج جدا الذي خرج به علينا عبر الصحافة ثلاثي اليسار الأردني المقدس (موفق محادين وسعود القبيلات وناهض حتر) يعطي صورة حقيقة لمعضلة الجيل -جيل الهزيمة كما أحب أن أسميه-. الكرنفالية التي احتفل بها هذا الثلاثي تشرح لنا بوضوح أن هم الكثير من عجائز السياسية في الأردن ليس إخراج البلد من عنق الزجاجة بقدر ما هو إخراج لأنفسهم من رطوبة المقار الحزبية إلى شمس "الرابع".
ناهض حتّر كتب عقب اللقاء مقال (الملك: أنا يساري) ... حقيقة أكتفي بما رد فيه أدهم غرايبة الناشط اليساري الشاب وأحد حاضري اللقاء قائلا:
" في اللقاء قال لنا الملك " أنه يساري " !
كيف يمكننا إذا أن نفسر حملات الخصخصة التي داهمت ثرواتنا الوطنية و مؤسساتنا العامة و تركتنا في مواجهة صقيع إفلاس الدولة و خواء ميزانيتها العامة ؟
لو كان الملك يساريا لما أهتز القطاع العام و لا تراجعت مستويات الصحة و التعليم و الخدمات البلدية و لما أنقرضت الزراعة , أو تكاد , في بلدنا !"
عقب كل أزمة تمر على الأردن وبلادنا العربية لا يمكنني إلا أن أزداد اقتناعا أن مشكلتنا في جزء كبير منها تتلخص في عقليات أحفورية لا زالت تقامر بمستقبلنا. كلّي أمل أن لا يقبل شباب اليسار أن يتحولوا إلى بيادق في يد هذا أو ذاك على طاولة القمار السياسي في بلدنا المتعب.
"يساري ضد اليمين و يميني ضد اليسار و سلفي ضد العلمانيين وعلماني ضد السلفيين"
اللقاء كان يغلب على حضوره من جانب الحراك اللون اليساري، لكن حقيقة تفاجأت بحضور شخصية من شاكلة ناهض حتر. ناهض حتر ليس من ناشطي الحراك في المملكة بقدر ما هو جزء من نسيج القيادات السياسية المهترئة وصاحب طرح مصيب في نواح لكن مخيف وعنصري في نواح كثيرة أخرى.
من المعروف عن جلالة الملك نفوره الشديد من تيارات ما يعرف بالـ"إسلام السياسي"، وحالة الشد شبه الدائم يتخللها بعض الجذب مع التيار الأكبر داخل المملكة "الإخوان المسلمون" يبدو أنها وصلت طريقا مسدودا. كانت هناك الكثير من الدعوات المطالبة بخروج تيار ثالث يكسر ثنائية الدولة والإخوان وعلى ما يبدو وفي أعقاب توابع هبة تشرين يبدو أن نظام الدولة الأردنية أخذ على عاتقه بلورة نواة لهذا التيار بما يخدم مصالحه. يبدو أن المطلوب حاليا هو إيصال أي وجه من وجوه الحراك إلى البرلمان القادم حتى يقال وبالفم العريض أن البرلمان مكون لكل أطياف المجتمع الأردني.
لا أعتقد أن جلالة الملك جلس مع أي مسؤول أردني أو أجنبي نفس المدة التي قضاها في هذا اللقاء مع ناشطي الحراك. ما تسرب من أنباء عن اللقاء يفيد بمستوى جديد من المصارحة وهذا جميل جدا، لكن الغالب من الملك كان الاستماع. الملك يبدو أنه نجح في دغدغة عواطف ناهض بعدة مواضيع أهمها سوريا، من البدهيات أن موقف الأردن المحايد من سوريا والرافض لاشتراكه بأي عمل عسكري لا يأتي من اعتبارات قومية بالمطلق بل كونها حصسبة مصالح وقدرات لا أكثر ولا أقل. لنتذكر كلنا أن أي لقاء لا يجب أن يأخذ طابع جلسة علاج وفضفضة بقدر ما يجب أن يكون رسما لخطوات واضحة على طريق بيّن. لكن لا بد لي من القول أن كلام الملك مستغربا وجود شباب معتقل على خلفية سياسية وإصداره أوامره "حكيت للشباب يطلعوهم" علما أن محكمة أمن الدولة تماطل بإخراج ناشطي الحراك يحعلني حقيقة أتساءل.. من يحكم البلد حقّاَ؟
النفس الساذج جدا الذي خرج به علينا عبر الصحافة ثلاثي اليسار الأردني المقدس (موفق محادين وسعود القبيلات وناهض حتر) يعطي صورة حقيقة لمعضلة الجيل -جيل الهزيمة كما أحب أن أسميه-. الكرنفالية التي احتفل بها هذا الثلاثي تشرح لنا بوضوح أن هم الكثير من عجائز السياسية في الأردن ليس إخراج البلد من عنق الزجاجة بقدر ما هو إخراج لأنفسهم من رطوبة المقار الحزبية إلى شمس "الرابع".
ناهض حتّر كتب عقب اللقاء مقال (الملك: أنا يساري) ... حقيقة أكتفي بما رد فيه أدهم غرايبة الناشط اليساري الشاب وأحد حاضري اللقاء قائلا:
" في اللقاء قال لنا الملك " أنه يساري " !
كيف يمكننا إذا أن نفسر حملات الخصخصة التي داهمت ثرواتنا الوطنية و مؤسساتنا العامة و تركتنا في مواجهة صقيع إفلاس الدولة و خواء ميزانيتها العامة ؟
لو كان الملك يساريا لما أهتز القطاع العام و لا تراجعت مستويات الصحة و التعليم و الخدمات البلدية و لما أنقرضت الزراعة , أو تكاد , في بلدنا !"
عقب كل أزمة تمر على الأردن وبلادنا العربية لا يمكنني إلا أن أزداد اقتناعا أن مشكلتنا في جزء كبير منها تتلخص في عقليات أحفورية لا زالت تقامر بمستقبلنا. كلّي أمل أن لا يقبل شباب اليسار أن يتحولوا إلى بيادق في يد هذا أو ذاك على طاولة القمار السياسي في بلدنا المتعب.
"يساري ضد اليمين و يميني ضد اليسار و سلفي ضد العلمانيين وعلماني ضد السلفيين"